أهمية تصنيفات الالعاب بالنسبة لمطور الالعاب

عام

في عالم ألعاب الفيديو المترامي الأطراف، يُشبه تصنيف الألعاب بوصلة المطور المستقل، تُرشده عبر تضاريسه المُتغيرة وتُساعده على رسم خريطة طريقه نحو النجاح. فمع ازدحام ساحة الألعاب بعناوين لا حصر لها، بات فهم تصنيفات الألعاب ضرورة حتمية لا غنى عنها.

فما الفائدة من رحلة تطوير لعبة دون معرفة وجهتها؟ وما قيمة جهدك دون جمهور ينتظر إبداعك؟

تصنيفات الألعاب ليست مجرد كلمات مُسجلة، بل هي عدسة تنظر من خلالها إلى لعبتك، تُحدد ملامحها وتُصنفها ضمن فئة معينة. إنها المفتاح لفهم احتياجات جمهورك المستهدف، وتحديد نوعية المحتوى الذي يجذبهم.

فمعرفة تصنيفات الألعاب تُساعد المطورين على فهم جمهوره المستهدف بشكل أفضل، وتُتيح لهم اختيار نوع اللعبة المناسب لقدراتهم وإمكانياتهم. 

كما يُمكنهم من خلال فهم التصنيفات أن يُحددوا بشكل دقيق الوسائل التسويقية الأكثر فعالية لضمان وصول لعبتهم إلى الجمهور المناسب.

ببساطة، تُعتبر تصنيفات الألعاب بمثابة خارطة طريق تُساعد المطورين على التنقل في عالم تطوير الألعاب بكفاءة أكبر، و تُتيح لهم فرصًا أفضل للنجاح في هذا المجال التنافسي.

تصنيفات الألعاب الأساسية

تُعدّ تصنيفات الألعاب أمراً هاماً لفهم السوق بشكلٍ أفضل وتحديد مسار التطوير المناسب. وتنقسم هذه التصنيفات إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي [النوع، المنصة، نموذج اللعب] 

أولاً: تصنيف الألعاب حسب نوع اللعب (Genre): يحدد هذا التصنيف أسلوب اللعب الرئيسي في اللعبة، مثل: 

  •  تقمص الأدوار RPG وبها يتاح للاعب التحكم بشخصية معينة وتطويرها واحيانا بناء قصتها.
  • الحركة Action : والتي تتمحور حول الأحداث السريعة والقتال.
  • المغامرة Adventure : تُركز على استكشاف البيئة وحل الألغاز.
  • الإستراتيجية Strategy وهي العاب تتطلب التفكير الاستراتيجي والتنظيم.
  • ألعاب الألغاز Puzzle : تهدف إلى حل الألغاز المعقدة.
  • المحاكاة Simulation : حيث فيها تُحاكي واقعاً معيناً, كوظيفة محددة او جزء من العالم الواقعي..

ثانياً: تصنيف الألعاب حسب المنصة (Platform): تُحدد هذه التصنيف المنصة التي تُلعب عليها اللعبة، مثل:

  • الكمبيوتر الشخصية PC : وتُعرف بتنوعها وقدرتها على تشغيل الألعاب عالية الجودة.
  • أجهزة الألعاب المنزلية Console :وهي ذات بتجربة اللعب المريحة وسهولة الاستخدام.
  • الهواتف الذكية Mobile : سهلة الوصول وقليلة التكلفة بالنسبة للمستخدم/لاعب.
  • الواقع الافتراضي VR : وفيها يحصل اللاعب على بتجربة غامرة تُشبه الواقع.

ثالثاً: تصنيف الألعاب حسب نموذج اللعب (Game Mode): يحدد هذا التصنيف طريقة اللعب الأساسية، مثل:

  • لعب فردي Single-player : والتي تتيح للاعب اللعب بمفرده دون الحاجة إلى لاعبين آخرين.
  • متعدد اللاعبين Multiplayer : وبها يلعب اللاعب مع لاعبين أخرين عبر الشبكة.
  • لعب تعاوني Co-op : تُركز على التعاون بين اللاعبين لتحقيق هدف مشترك ولا يحتاج فيها اللاعبون إلى وصلات انترنت للعب معا.

أهمية البحث عن التصنيفات المتداخلة

لا تقتصر أهمية تصنيفات ألعاب الفيديو على تحديد نوع اللعبة بشكل عام، بل تتعداه لتشمل فهم كيفية تداخلها مع بعضها البعض. ففي عالم الألعاب الحديث، نجد العديد من العناوين التي تجمع بين تصنيفين أو أكثر، مما يُنتج تجربة لعب فريدة وممتعة.

فمثلاً، يمكن أن ترى لعبة تجمع بين تصنيف “تقمص الأدوار” و “الحركة”، مما يمنح اللاعبين حرية الاستكشاف والقتال في عالم واسع مع نظام شخصيات غني وتطوير مهارات متعددة. أو يمكن أن نجد لعبة “الغاز مغامرات” تجمع بين تحديات الذكاء وحل الألغاز مع مغامرة مثيرة في قصة محكمة.

يعد فهم التداخل بين التصنيفات عنصراً أساسياً لنجاح لعبة جديدة. فمن خلال تحليل هذا التداخل يمكن لك أن تفهم نوع اللعب الذي تقدمه، 

وكيف ستتأثر تجربة اللاعبين بتداخل التصنيفات. يمكن استخدام هذه المعرفة لابتكار ألعاب جديدة ومميزة، تُقدم تجربة لعب غير تقليدية وممتعة، تلبي رغبات اللاعبين وتُرضي تطلعاتهم.

فمثلاً، يمكن لك أن يُركز على تطوير لعبة (مغامرات وحركة)  ذات قصة قوية، مع نظام قتال ذكي، وتركز على إعطاء اللاعب حرية استكشاف العالم بأسلوبه الخاص. بهذه الطريقة، يمكن لك أن يُقدم لعبة فريدة تجمع بين أفضل ما في كلا التصنيفين، مما يُمكنها من تحقيق النجاح في السوق.

دراسة وتحليل تصنيفات الألعاب الناجحة

فهم تصنيفات الألعاب الناجحة هو أمرٌ أساسي لأي مطور لعبة يرغب في تحقيق النجاح. فبدراسة هذه التصنيفات، يمكن لك فهم ما يبحث عنه اللاعبون، و ما الذي يجعلهم ينجذبون إلى لعبة معينة. 

ولكن، لا يكفي فقط معرفة أسماء الألعاب الناجحة، بل يجب أيضًا دراسة أسرار نجاحها. ما هي العوامل التي ساهمت في تحويل هذه الألعاب إلى ظاهرة عالمية؟ هل هي القصة الشيّقة، أم الرسومات الرائعة، أم اللعب الممتع، أم ربما مزيج من جميع هذه العوامل؟

من خلال تحليل الألعاب الناجحة، يمكن لك أن تستخلص دروساً قيّمةً لتشملها في مشاريعك المستقبلية. ويمكن أن تتضمن هذه الدراسة التعرف على أفضل الألعاب في كل تصنيف، مثلا 

  • Call of Duty : FPS : منظور الشخص الاول
    يمكن لك أن تتعلم من “Call of Duty” كيف يصمم تجربة لعب FPS ممتعة ومليئة بالاثارة، 
  • Minecraft : Sandbox : إبداعية
    يمكن أن تتعلم من “Minecraft” كيفية خلق عالمًا مفتوحًا يقدم حرية مطلقة للاعبين.
  • The Legend of Zelda : RPG : تقمص ادوار
    يمكن أن تتعلم من “The Legend of Zelda” كيفية أنشاء قصةً غنيةً و شخصياتٍ مُلْهِمَةً.

ولكن، من المهم أن نذكر أنّ التقليد الأعمى ليس هو الحلّ. من المهم أن يستفيد المطور من الدرس من دون أن يفقد هويته الإبداعية ويُحاول إنشاء لعبةٍ تُشبه تمامًا ما رأى. فالأصل في التطوير هو أن تُقدم شيئًا جديدًا ومختلفًا و مُلْهِمًا للاعبين.

نصائح عملية لاختيار التصنيف المناسب

قبل أن تقفز إلى عالم التصنيفات، تأكد من فهمك التام لاحتياجاتك ورغباتك. فهم خبراتك واهتماماتك هو الخطوة الأولى. ما هو نوع اللعبة الذي تفضل تطويره؟ هل تميل إلى ألعاب الحركة سريعة الوتيرة، أو ألعاب الاستراتيجية العميقة، أو ألعاب المغامرات التي تركز على سرد القصص؟ إجابة هذه الأسئلة ستُساعدك على تحديد مسارك بشكل واضح.

بعد ذلك، حان دور جمهورك المستهدف. ما هي اهتماماتهم؟ من هم الأشخاص الذين تتوقع أن يلعبوا لعبتك؟ هل هم صغار السن أم كبار؟ هل يفضلون ألعاب الكوميديا ​​أم ألعاب الرعب؟ فهم هذه التفاصيل سيساعدك على اختيار التصنيف الذي يتناسب مع جمهورك.

أخيرًا، لا تنسَ اختيار التصنيف الذي يقدم قيمة مضافة للجمهور. ما هو التصنيف الذي يوفر تجربة لعب فريدة ومميزة؟ قد يكون من المثير للاهتمام اختيار تصنيف غير تقليدي، أو اختيار تصنيف يُمكنك من ابتكار شيء جديد كليًا. بالتأكيد، اختيار تصنيف محدد سيوفر لك مساحة للابتكار والتميز في عالم ألعاب الفيديو.

صورة الغلاف

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments