أداء اللعبة يُعدّ عاملاً حاسمًا في نجاحها. عند تحسين أداء لعبتك، فإنك تُقدّم للاعبين تجربة سلسة وخالية من المشكلات، مما يُساهم في زيادة رضا اللاعبين وتقييماتهم.
فكلما كانت لعبتك سريعة الاستجابة وتعمل بسلاسة، زادت احتمالية الاستمتاع بها من قِبل جمهور أوسع.
يُمكنك من خلال تحسين الأداء (optimization) اجتذاب لاعبين جدد، بما في ذلك أصحاب الأجهزة ذات المواصفات المتواضعة، مما يوسع نطاق جمهورك ويفتح اساليب جديدة للترويج والانتشار.
لا تقتصر أهمية تحسين الأداء على تعزيز تجربة اللاعبين فحسب، بل تُساهم أيضًا في تحسين سمعة لعبتك، وتعزيز فرص نجاحها في السوق. لذا، فإن استثمارك في تحسين أداء لعبتك هو استثمار في مستقبلها ومستقبل مشروعك.
في هذا المقال، اتحدث عن كيفية فعل ذلك عبر مجموعة مختلفة من النقاط المهمة، مثل طريقة كشف المشاكل واهم انواع ضعف الاداء، وما هو المخطط لحلها.
عناصر المقال
فهم معايير الأداء وسير العمل.
قبل أن نبدأ، عليك أولًا فهم عدة جوانب ومصطلحات تخص الموضوع، واسميها معايير الأداء.
تُعدّ معايير الأداء مثل “معدل الإطارات في الثانية” (FPS) و“التلبث” (Latency) و”استخدام وحدة المعالجة المركزية/الرسومات” (CPU/GPU usage) بمثابة النوافذ التي تُمكنك من مراقبة صحة لعبتك من الداخل.
فمعدل الإطارات في الثانية (FPS) يُشير إلى عدد الصور التي تُعرض على الشاشة في كل ثانية، ويزداد سلاسة اللعب بزيادة هذا المعدل.
بينما يُقيس التلبث/زمن الاستجابة (Latency) الفاصل الزمني بين إدخالك أمرً في اللعبة وتنفيذ اللعبة له (مثل الضغط على زر القفز، وقفز اللاعب بالفعل)، وكلما كان هذا الزمن أقل، كلما زادت استجابة اللعبة لأوامرك.
وأخيرًا، تُشير نسبة استخدام المعالجات المركزية والرسومية CPU/GPU إلى مدى جهد المعالجات في تشغيل اللعبة، فكلما كانت هذه النسبة مرتفعة، زاد احتمال تعثر اللعبة أو تأخرها.
فهم هذه المعايير يُمكّنك من تحديد المشاكل التي تُعيق أداء لعبتك، ويُمكنك من تتبع التغييرات التي تُجريها لضمان تحسينها، فلا يمكنك أن تُحسّن ما لا تستطيع قياسه.
ثم ستحتاج إلى تحديد المشكلات التي تُواجهك بشكل دقيق. وذلك بتحديد المناطق التي تُظهر بطئًا ملحوظًا في اللعبة، ثم حدد سبب تلك المشاكل.
هل تُلاحظ انخفاضًا في معدل الإطارات في مناطق معينة؟ هل تلاحظ تقطيعًا عند استخدام تقنيات معينة؟ بمجرد تحديد المشاكل، ستحتاج إلى وضع خطة واضحة للتجربة، وتُجرى تعديلات على التعليمات البرمجية (code) وتُراقب النتائج.
ولا تنسَ اختبارها في ظروف مختلفة، مثل اختبارها على أجهزة متنوعة ومواصفات مختلفة. ستُمكنك هذه الخطوات من تحديد المصادر الأساسية للمشكلات، وإعداد خطة واضحة لتجربة كل حل وتقييم تأثيره على الأداء ، وهذا بدوره سيساعدك في إيجاد الحلول الأنسب للتحسين بشكل ملحوظ.
امثلة واقتراحات لتحسين الأداء
تُعدّ تقنيات تحسين أداء اللعبة من أهمّ العوامل التي تُحدّد طريقة تحسين اي لعبة، فهي تُساعدك على تحقيق أقصى استفادة من الأجهزة المُستهدفة، وتحسين تجربة اللعب لِلاعبين.
ولهذا أسلّط الضوء في هذه الفقرة على بعض التقنيات المُهمّة التي تُمكنك من تحسين أداء لعبتك بشكل كبير.
وابدء بتقنية تحسين التعليمات البرمجة (code optimization) على تحسين جودة تعليمات اللعبة فمثلا يُمكنك تجنّب استدعاء الدوال غير الضرورية، واختيار هياكل البيانات المُناسبة لِتُحسّن من سرعة الوصول إلى البيانات. ويمكن اختصار ذلك بـ: التعليمات النظيفة (Clean Code)
من ناحية أخرى، تُساعدك تقنية التحكم في استخدام الذاكرة (Control memory usage) على تقليل حجم ملفّ اللعبة، واستخدام تقنيات لضغط البيانات، وتنظيم إدارة الذاكرة. وذلك يُساعد على تحسين سرعة تحميل اللعبة، وتقليل الضغط على ذاكرة الجهاز المُستهدف.
كذلك، التحكم في استهلاك المعالج يُساعدك على تقليل عدد العمليات التي تتمّ في نفس الوقت، وتخصيص الموارد بشكل أفضل، واستخدام تقنيات متعدّدة الخيوط (Multithreading) بشكل مُناسب.
وُيُمكنك تحسين استخدام وحدة معالجة الرسومات من خلال استخدام تقنيات لضغط الأصول الرسومية، وضبط الإضاءة وتأثيرات أخرى، وتجنّب الأنماط الرسومية غير الضرورية.
التحكم في عرض الرسومات يُتيح لك إمكانية ضبط دقة الرسومات، وتقليل التفاصيل (LOD)، وتعديل إعدادات الرسومات لتناسب الأجهزة المختلفة.
أخيراً، تخصيص اللعبة للأجهزة المختلفة وذلك لمساعدتك على اختيار إعدادات مناسبة لكلّ جهاز، وتقديم خيارات لِلاعبين لتغيير الإعدادات حسب رغبتهم.
وهناك تقنيات الاقصاء Occlusion والتي تستند على اخفاء الكائنات التي لا تظهر على شاشة المستخدم (مثل التي خلفه او وراء جدار)، وذلك يساعد وحدات الذاكرة والمعالجة على التركيز فقط على ما يراه اللاعب.
تُمكنك استخدام أدوات تحسين الأداء مثل مُعرّفات الأداء (Profilers)، أدوات تحليل ملفّات اللعبة، وأدوات مُساعدة لضغط البيانات، لِتُحسّن من أداء لعبتك بشكل مُستمر. وإليك المزيد من الادوات
ادوات تساعدك
الكثير من المحركات وفر بالفعل أدوات مُدمجة وفي الأغلب تسمى مُعرفات الاداء (Profiler) ولكن لا تقتصر أدوات تحسين أداء اللعبة على ما توفره لك تلك المحركات، فهنالك أدوات خارجية يمكنها مساعدتك
فمثلاً، يُمكنك استخدام أداة Visual Studio Profiler لتحليل تعليمات البرمجية للعبة (code) وتحديد المناطق التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الموارد.
أما إذا كنت لعبتك موجهة للأجهزة المحمولة، فيُمكنك الاعتماد على Android Studio Profiler و Xcode Instruments لتحليل أداء اللعبة على منصات Android و iOS، مما يُتيح لك تحديد نقاط الضعف وتحسينها.
لا تنسَ أهمية أدوات تحليل الرسومات، مثل RenderDoc و AMD Radeon Graphics Analyzer، التي تساعدك على تحسين أداء الرسومات وتحديد المشاكل المحتملة في الشهادات، مما يُمكنك من تحقيق تجربة بصرية أكثر سلاسة وجمالًا.
نصائح إضافية
لا تقتصر رحلة تحسين أداء لعبتك على التكنيكات المذكورة سابقاً، بل تمتد لتشمل ممارسات إضافية تضمن لك تجربة سلسة للاعبين.
فكر في اختبار لعبتك على مجموعة واسعة من الأجهزة، بدءًا من المواصفات المتدنية إلى الأجهزة القوية. هذا سيساعدك على اكتشاف نقاط الضعف والعمل على معالجتها.
لا تهمل استخدام أدوات تحسين الأداء المتاحة، فهي ستساعدك على تحديد نقاط الضغط في التعليمات البرمجية للعبتك وتقديم حلول عملية.
ولا شك أنك قد أدركت الآن أهمية تحسين أداء ألعابك، فكلما زاد أداء لعبتك، زادت شعبيتها ورضا اللاعبين عنها.
تذكر أن عالم تطوير الألعاب سريع التطور، فلا تكتف بما تعلمته اليوم، بل تابع آخر التطورات في مجال تحسين الأداء، واستفد من التقنيات الحديثة لتعزيز أداء ألعابك وجعلها أكثر سلاسة وجمالاً.
تذكر أن الجهد الذي تبذله اليوم لجعل ألعابك تتمتع بأداءٍ مميزٍ سيُكافأ بالتأكيد في المستقبل، فستحصد ثماره في شكل تجارب أفضل للاعبين وعلاقات أقوى مع جمهورك.
وأخيرًا، شارك معنا ومع مجتمع مطوري الألعاب الآخرين خبرتك وتجاربك في هذا الامر.