تصميم المراحل الخطي والمفتوح: تعريف، مميزات، وعيوب

بناء المراحل

في تطوير الألعاب، لا يقل تصميم المراحل (Level Design) أهمية عن أي عنصر آخر في بناء تجربة غامرة وممتعة. فتصميم المراحل، أو كما يُعرف أيضًا باسم تصميم المستويات، هو الفن الذي يقف خلف تنظيم العالم الافتراضي الذي ستُجول فيه شخصيتك.

وهو بمثابة الهيكل العظمي الذي يُبنى عليه كل شيء في اللعبة، بدايةً من المسار الذي سيسلكه اللاعب، وصولاً إلى التحديات التي سيواجهها والكنوز التي سيُكتشفها.

 يُحدد تصميم المراحل أسلوب اللعب، ويساهم بشكل كبير في تعزيز إحساس اللاعب بالتحدي والإنجاز، كما يُمكنه أن يفتح له آفاقًا جديدة لاستكشاف عالم اللعبة واكتشاف أسرارها.

ولكن هل فكرت يومًا في أنواع تصميم المراحل المختلفة؟
فبينما يشعر البعض بمتعة الاكتشاف في عوالم مفتوحة واسعة، يجد آخرون أنهم مُستمتعون بمتابعة مسار محدد ومُخطط له بدقة. 

في هذا المقال، سأسلط الضوء على نوعين رئيسيين من تصميم المراحل، الخطي والمفتوح، وأستعرض مميزات كل نوع وعيوبه، لنتعرف على الفروق بينهما بشكل مُفصل ونُقارن بينهما من حيث تأثيرهما على تجربة اللاعب.

تصميم المراحل الخطي

يُعتبر تصميم المراحل الخطي طريقة شائعة في عالم تطوير الألعاب، حيث يتم توجيه اللاعب عبر مسار محدد مسبقًا، كأن تُكمل مهمة واحدة قبل الانتقال إلى التالية. 

ولهذا النوع من التصميم العديد من المميزات، فمن خلاله يكون التنقل واضحًا وسهلاً، حيث تُرشدك اللعبة إلى المكان الذي يجب عليك الذهاب إليه، مما يُسهل فهم المسار والوصول إلى الأهداف.

وبالإضافة إلى ذلك، يُمكنك تصميم المراحل الخطية توجيه اللاعب نحو تجربة معينة، فيمكنك التحكم في تسلسل الأحداث وتقديم التحديات التي تريدها له، مما يُمكنك من ضمان تجربة محددة ومعينة لللاعب.

من ناحية أخرى، يُعد تصميم المراحل الخطية بسيطًا وسهل التنفيذ، فمن خلاله يمكن إنشاء اللعبة بأقل جهد ممكن.

لكن رغم مميزاته، فإن تصميم المراحل الخطي يُعاني من بعض العيوب، فأبرزها هو نقص الحرية، حيث تُحدد اللعبة مسارك وتحدد لك ما يجب عليك فعله، مما يجعلك بمثابة “دمية” تتحرك وفقًا لتعليمات اللعبة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن المراحل الخطية قد تصبح متكررة ومملة، فمع تكرار المسار نفسه قد يُصبح اللاعب ملولًا ويرغب في تجربة شيء جديد.

وأخيرًا، فإن إعادة اللعب في تصميم المراحل الخطي تصبح صعبة للغاية، فمع تحديد مسار محدد للعبة، لا يُمكنك استكشاف جوانب جديدة أو تجربة خيارات إضافية.

من أشهر الأمثلة على ألعاب التصميم الخطي: 

  • سلسلة ألعاب سوبر ماريو،
    حيث يتقدم اللاعب من خلال مسارات مُحددة مسبقًا، ويتم توجيهه من خلال العوائق والأعداء. 
  • سلسلة ألعاب Uncharted
    تُقدم تصميم مراحل خطي يُركز على سرد القصة وتقديم تجربةٍ سينمائيةٍ مُحكمة.

تصميم المراحل المفتوحة

تُقدم لك تصميمات المراحل المفتوحة، المعروفة أيضًا باسم “العالم المفتوح”، تجربة فريدة من نوعها، حيث تُمنح حرية التحرك والتنقل في عالم واسع لا حدود له تقريبًا. فبدلاً من اتباع مسار مُحدد سلفًا، تُصبح أنت القائد، وتستطيع اختيار اتجاهك والتجول في جميع أنحاء العالم وفق رغبتك. يمكنك استكشاف البيئات المتنوعة، وتحديد أهدافك الخاصة، وإكتشاف أسرار مخبأة في كل زاوية من العالم.

وإليك بعض المميزات التي تُقدمها لك تصميمات المراحل المفتوحة:

  • حرية الاختيار: لا تُفرض عليك قيود، تُصبح أنت من يحدد مسارك ووجهتك، وتختار مهامك وأنشطتك بنفسك.
  • الاستكشاف والتنوع: تُقدم لك هذه التصميمات تجربة غنية بالتنوع، حيث يمكنك اكتشاف مناطق جديدة، ومواجهة تحديات متنوعة، والتفاعل مع شخصيات مختلفة.
  • إعادة اللعب: تُوفر لك هذه التصميمات فرصة إعادة اللعب دون الشعور بالملل، فبفضل وجود محتوى واسع وخيارات متعددة، تستطيع اكتشاف محتوى جديد في كل مرة تُلعب اللعبة فيها.

ولكن ليست كل الجواهر بلا عيوب، ف تصميمات المراحل المفتوحة لها بعض السلبيات الجديرة بالذكر:

  • التوجيه: قد تواجه صعوبة في تحديد وجهتك، وإيجاد طريقك في عالم واسع من الخيارات.
  • الشعور بالضياع: قد تشعر بالضياع في العالم الكبير لأن اللعبة لا تُقدم دليلًا واضحًا لتُرشدك إلى هدف معين.
  • وتيرة اللعبة: قد تُصبح وتيرة اللعبة بطيئة نظرًا لِحجم العالم الكبير وعدد الأنشطة المتاحة فيه.

ومن الأمثلة الشهيرة على ألعاب عالم مفتوح: “The Legend of Zelda: Breath of the Wild”, و “Grand Theft Auto V”, و “Red Dead Redemption 2”, و “Elden Ring”.

مقارنة بين تصميم المراحل الخطي والمفتوح

في رحلتك كصانع ألعاب، ستواجه سؤالًا أساسيًا: كيف ستصمم مراحل لعبتك؟ هل ستكون مراحل خطية تقود اللاعب عبر مسار محدد، أم ستمنحه الحرية لاكتشاف عالم مفتوح؟

لنتناول هذا الاختيار بعناية، وإليك جدولًا يُلخص المميزات والعيوب لكل نوع:

وجه المقارنةتصميم المراحل الخطي تصميم المراحل المفتوح 
مميزات سهولة التصميم والإنتاج
توجيه اللاعب بسهولة
تحكم أكبر في تسلسل الأحداث 
تجربة أكثر غنىً وحرية
إمكانية إعادة اللعب 
استكشاف أكثر عمقًا 
عيوبتجربة أقل مرونة 
قلة إعادة اللعب
تجربة أقل غنىً 
قد يشعر اللاعبون بالضياع
صعوبة التصميم والإنتاج  
قد يكون محتوى بعض المناطق غير مُستغل 

يتضح من الجدول أن لكل نوع مميزات وعيوب خاصة به، لذلك يعتمد اختيار التصميم الأمثل على نوع اللعبة التي تُريد إنشاءها. 

فإذا كانت لعبتك تُركز على سرد قصة مُحددة، وتحكم شديد في تسلسل الأحداث، يكون تصميم المراحل الخطي هو الأفضل.

أما إذا كانت لعبتك تُركز على الحرية والاستكشاف، وتُمنح اللاعب خيارات متنوعة في طريقة اللعب، يكون تصميم المراحل المفتوح هو الأنسب.

لا يوجد حل واحد صحيح، فكلا النوعين يمكن أن يكون ناجحًا اعتمادًا على نوع اللعبة وجمهورها المستهدف.

نصائح لتصميم المراحل بفاعلية

عزيزي مطور اللعبة، لا يكفي فقط أن تصمم مراحل جميلة، بل يجب أن تُدخِل فيها لمسة من الذكاء والبراعة لخلق تجربة لعبٍ مُمتعة. إليك بعض النصائح التي قد تُفيدك:

أولًا، احرص على تحقيق التوازن في كل مرحلة. فالتحدي يُثير حماس اللاعب، لكنه سيشعر بالإحباط إذا كان صعباً للغاية، أو سينزعج إذا كان سهلًا جدًا. فكر في مستويات صعوبة مختلفة وتأكد من وجود تحديات تُشكل إنجازًا يُمكن التغلب عليه دون أن يُصبح مستحيلًا.

ثانيًا، اختيار نوع تصميم المراحل ليس عشوائيًا، بل يجب أن يتناسب مع نوع اللعبة وهدفها. فإذا كانت لعبةً تنافسيةً سريعة الوتيرة، ستكون المراحل الخطية مناسبةً لتحقيق إيقاعٍ سريعٍ، بينما ستكون المراحل المفتوحة مثاليةً للألعاب الاستكشافية التي تُشجّع على التجربة والاكتشاف.

ثالثًا، التنوع هو روح تصميم المراحل. لا تكرّر أنماطًا أو عوائق، بل إشرك لاعبك في رحلةً مليئةً بالاختلاف والتشويق. تذكر أن تجربة اللاعب هي جوهر اللعبة، فاجعه بأفكارٍ جديدةٍ وتحدياتٍ مُتنوعةٍ لتُبقي شعلةَ المتعة مُشتعلةً.

مصادر : صورة 1، صورة 2

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments